الجمعة، 6 مارس 2009

لقاء غريب بغريب

علمتني الحياة وعودتني أن أبقى بعيدة عنك ، لكن القلب أبى ذلك ، لازال شريط أيامنا الوردية الزاهية ، و ضحكات طفولتنا البريئة ، و مشاكستنا العنيفة ، كل هذا له طعم ورونق خاص في حياتي . أنتِ ياسارة ملكتي القلب لوحدك ، فأنتِ الرفيقة وأنتِ الحبيبة وأنتِ أختي و ابنة عمي وابنة خالي ، فلم أكن أرى في الحياة سواك كنا نرسم على الطين قلبين أعوجين ونخط بداخلهما أحرفنا ونستيقظ في الصباح لنراهما محيت فنعيدهما ، أما اليوم محيت صداقتنا ولم نستطع إعادتها , كبرنا وكبرت آمالنا سويا ، نحلم أن نكون طبيبات وأحيانا معلمات ، أتذكر اليوم الذي قلت لك فيه : عندما نكبر هل ستدرسين الصف الخامس أم السادس ؟ لتردين علي :لا بالطبع السادس فهم طيبون مثلنا وأنتي ؟ بابتسامة أقول لك : سأكون الموجهة وأحضر عندك . ما أحلاها من أيام ، لم أكن أتوقع أن تكون أفكارك مخالفة لما كنت أفكر به ، فقد كنا كالجسد الواحد ، وكان الجميع لا يفرق بيننا وكأننا توأمتان . يرن الهاتف ذات يوم لأرى رقم منزلك فأرد بشوق : أهلا بالغالية . لأصدم بعدها بكلمات الشتم و واللوم العنيف : تقولين لمنال أريد الإنتقام من سارة يوما ، تقولين لها بأنك يوما ستتركينني وهي ستكون الحبيبة . أحاول أن أحدثك فلا جدوى تقاطعين كل حديثي ، دموعي تبلل وجنتي وأعود لأتكلم بصوت محشرج فأسمع حينها صوت الهاتف يشير انقطاع المكالمة . لا أدري هل تلك الحادثة حلم أم حقيقة فإلى وقتي هذا وأنا لم أستوعب ماجرى فيها تماماً . انتظر غدا بفارغ الصبر ، حتى أقابلك فربما لقاؤنا ينسيك ماحدث ونقل إليك من أوهام . انتظرتك قبل الطابور الصباحي فلم تحضري ، فليس من عادتك ذلك ، الكل لاحظ شرودي وحزني الشديد ، أقف في الطابور لوحدي ، أجلس في الصف وكرسيك بجانبي خالي ، رسوماتك على طاولتي وحكاويك كذلك ،وأخفي الدموع حتى لا ألفت انتباه من حولي . تدخل معلمتنا متأخرة : عذراً ياطالبات كنت أودع سارة قبل أن تنتقل من المدرسة !! أصرخ بمسمع الجميع :مــــــــــاذا تنتقل ؟ هذه هي اللحظه التي أتذكرها فبعدها لم أعد أستوعب ما يجري ، تمنيت أن أراها قبل أن ترحل ، كنت أتلهف لنظرة عينيها تودعني . اليوم يعود حنيني وتعود ذكرياتي تقلب صفحاتها من جديد فحين رأيتك في زفاف صديقتنا نورة ، مددت يدي إليك وقلبي يرجف ، فقد كنت على سابق عهدي وأظن أن تقولي لي : مبارك قبولك في الجامعة يا أمولة . لكنة كان لقاءً بارداً ولقاء غريب بغريب . نطقتي فيه متجاهلة : كيف الحال أمل !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسعدني برأيك