لقاء غريب بغريب
علمتني الحياة وعودتني أن أبقى بعيدة عنك ، لكن القلب أبى ذلك ، لازال شريط أيامنا الوردية الزاهية ، و ضحكات طفولتنا البريئة ، و مشاكستنا العنيفة ، كل هذا له طعم ورونق خاص في حياتي .
أنتِ ياسارة ملكتي القلب لوحدك ، فأنتِ الرفيقة وأنتِ الحبيبة وأنتِ أختي و ابنة عمي وابنة خالي ، فلم أكن أرى في الحياة سواك
كنا نرسم على الطين قلبين أعوجين ونخط بداخلهما أحرفنا ونستيقظ في الصباح لنراهما محيت فنعيدهما ، أما اليوم محيت صداقتنا ولم نستطع إعادتها ,
كبرنا وكبرت آمالنا سويا ، نحلم أن نكون طبيبات وأحيانا معلمات ، أتذكر اليوم الذي قلت لك فيه : عندما نكبر هل ستدرسين الصف الخامس أم السادس ؟
لتردين علي :لا بالطبع السادس فهم طيبون مثلنا وأنتي ؟
بابتسامة أقول لك : سأكون الموجهة وأحضر عندك .
ما أحلاها من أيام ، لم أكن أتوقع أن تكون أفكارك مخالفة لما كنت أفكر به ، فقد كنا كالجسد الواحد ، وكان الجميع لا يفرق بيننا وكأننا توأمتان .
يرن الهاتف ذات يوم لأرى رقم منزلك فأرد بشوق : أهلا بالغالية .
لأصدم بعدها بكلمات الشتم و واللوم العنيف : تقولين لمنال أريد الإنتقام من سارة يوما ، تقولين لها بأنك يوما ستتركينني وهي ستكون الحبيبة .
أحاول أن أحدثك فلا جدوى تقاطعين كل حديثي ، دموعي تبلل وجنتي وأعود لأتكلم بصوت محشرج فأسمع حينها صوت الهاتف يشير انقطاع المكالمة .
لا أدري هل تلك الحادثة حلم أم حقيقة فإلى وقتي هذا وأنا لم أستوعب ماجرى فيها تماماً .
انتظر غدا بفارغ الصبر ، حتى أقابلك فربما لقاؤنا ينسيك ماحدث ونقل إليك من أوهام .
انتظرتك قبل الطابور الصباحي فلم تحضري ، فليس من عادتك ذلك ، الكل لاحظ شرودي وحزني الشديد ، أقف في الطابور لوحدي ، أجلس في الصف وكرسيك بجانبي خالي ، رسوماتك على طاولتي وحكاويك كذلك ،وأخفي الدموع حتى لا ألفت انتباه من حولي .
تدخل معلمتنا متأخرة : عذراً ياطالبات كنت أودع سارة قبل أن تنتقل من المدرسة !!
أصرخ بمسمع الجميع :مــــــــــاذا تنتقل ؟
هذه هي اللحظه التي أتذكرها فبعدها لم أعد أستوعب ما يجري ، تمنيت أن أراها قبل أن ترحل ، كنت أتلهف لنظرة عينيها تودعني .
اليوم يعود حنيني وتعود ذكرياتي تقلب صفحاتها من جديد فحين رأيتك في زفاف صديقتنا نورة ، مددت يدي إليك وقلبي يرجف ، فقد كنت على سابق عهدي وأظن أن تقولي لي : مبارك قبولك في الجامعة يا أمولة .
لكنة كان لقاءً بارداً ولقاء غريب بغريب .
نطقتي فيه متجاهلة : كيف الحال أمل !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أسعدني برأيك