الخميس، 19 مارس 2009

كيس بطاطا مقلية ومشروب بارد كان لهما تأثير عجيب!!

لازال هذا المشهد عالقاً في ذهني ورأيت له تأثير في داخلي سأحكيه لكم وأعلم أني لن أفي في الوصف . كان الجو حاراً جداً ، شمس الظهيرة ملتهبة تسطع في شوارع مدينتنا الحبيبة ، منظر الطلاب مرهقين ، وأوجنتهم حمراء ، يحملون حقائبهم على ظهورهم ، متجهين لبيوتهم ومتلهفين لنوم هانئ ، من بينهم كان ذلك الرجل يلبس زياً أصفراً ، ويلف على رأسه شماغاً أحمرا ، وصديقته المكنسة ينظف بها شوارع المدينة ، عمله في هذا الوقت أوصله بجانب أحد المطاعم الراقية فكان يلمع واجهته , يمر ذلك الفتى الذي قد بان على مظهره الغنى والترف ، وأعين ذلك العامل المسكين متعلقة بما يحمل من ألذ المأكولات وأشهى المشروبات الباردة , يبتلع غصة في حلقه ويكمل مشوار عمله ، لكن كانت هناك أعين تراقبه عن بعد ، فيتقدم ذلك الشاب ويبتسم له مصافحاً : السلام عليكم يرد بلهجة مكسرة : وعليكم السلام . أيقن الشاب أنه لن يفهمه فدخل إلى المطعم ليطلب كيساً من البطاطس المقليه ومشروب بارد ويقدمه للعامل في الخارج . لا تتصورون مدى فرحه وعدم قدرته على التعبير فأصبح يشير إلى السماء وعيناه تلمع فيها الدموع ويرفع يده يقصد أنني سأدعوا لك . ومضى الشاب لكن عمله لم يمضي , مضى وترك أثراُ في صدر هذا العامل, مضى وقدم صورة حسنه عن الإسلام , لم يكلفه ذلك عشر ريالات أو أقل التي الآن توجد في أيدي أطفالنا لكننا نستحقرها !! هنا وقفت لأتذكر كيف كان يعامل النبي صلى الله عليه وسلم عماله فقد كان أنس رضي الله عنه يقول ( خدمت رسول الله عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط. ولا لشيء فعلته: لم فعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟ ) فكانت معاملة رسولنا صلى الله عليه وسلم لمن يخدمه معاملة الوالد الشفوق لولده، والأخ الرحيم لأخيه، لا يميز بين رقيق وأجير ومتطوع، مما جعل زيد بن حارثة رضي الله عنه يفضله على والديه وعشيرته. فعلينا أن نتقي الله فيمن اضطرته الظروف ودفعته الحاجة للقدوم إلى بلادنا من إخواننا المسلمين . عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ. فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ.ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ تكلَّفوهُمْ فأعِينُوهُمْ ". (متفق عليه). كل الشكر لمن تابع الموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أسعدني برأيك