كانت أيام أعجز أن أصفها بعبارات
وكأنه بالأمس حين تلقيت بأدمع نبأ تخرجي من الثانوية ، راسمة بمخيلتي فناء الجامعة وأجواءها ، كنت أتخيلها وطن سوف أحقق فيه كل طموح ، سأتغير للأفضل ، سأكون وأكون ، وفعلاً بعضها كان والبعض الطرق منعتنا أن نعبره ..
كان قبولي في كلية الشريعة فرحة غامرة لي ولأهلي ، ووالدي خاصة ، الذي كان يهتم بأن يغرس فيني الروح الدينية ويعلقني فيها طيلة حياتنا ، وكانت تعجبني فيه ثقته الشديدة بنا مع مزيد حرص أرقبه ، لم يكن يفرض الأوامر بل يحببنا فيها دون أن نشعر ..
خطوت أول خطوة في المستوى الأول ، وأعترف بمدى مشقته ، لكن سعادة اجتيازي محت كل صور الألم التي عشتها ..
مضت الأيام التي كنا نرقب فيها التخرج حلم صعب المنال ، لكنا اليوم نتربع في وسط مسرحه ، حاملين العلم ، حاملين الأمانة بشكل أصح ..
اليوم فقط نتقلد وسام المعالي ، ونصعد به حيث الفرحة التي رزقنا الله بها ..
أكون حقاً مجحفة في حق الكثيرين إن أنا عزوت تخرجي لنفسي ولا غير ، كانت هناك أيادي تمسك بي ومحفزات تشير لي أين الطريق ، فأسير، فلهم شكري وامتناني ما حييت ..
فضل ربي غمرني حتى بت خجلة أمام واسع كرمه ، لكم من ملزمة لم أعي ما كتب فيها ، وكم من كتاب أثقلتني بعض الظروف أن أذاكره جيداً ، فرفعت كفاي لخالقي ، فكان لي خير معين .
الحمدلله ، الحمدلله ، الحمدلله ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أسعدني برأيك